تعريف السحر:
السحر لغة:
قال الشيخ أبو البراء أسامة المعاني في تعريفه للسحر لغة: عبارة عمى خفي ولطف سببه ، ومنه سمي السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر الليل ، كما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من البيان لسحرا) ( متفق عليه ) ، لما في البيان من قدرة من يتصف به على إخفاء الحقائق.
قال ابن منظور
قال الأزهري : السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان ، وبمعونة منه ، كلّ ذلك الأمر كينونَة للسِّحر، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى ، وليس الأصل على ما يرى ، والسحر الأخذة ، وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، فكأن الساحر – لما أرى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته – قد سحر الشيء عن وجهه ، أي صرفه ) ( لسان العرب – 4 / 348 ).
قال الليث :السحر عمل يُقْرَبُ فيه إلى الشيطان.
وفي المعجم الوسيط: السحر ما لطُف مأخذُه ودق. اهـ ( المعجم الوسيط -1/419) دار الفكر.
وفي محيط المحيط : السحر إخراج الشيء في أحسن معارضه حتى يفتن. اهـ ( محيط المحيط -399- بيروت).
السحر شرعا:
قال الشيخ أبو البراء أسامة المعاني ( السحر الحقيقي : عبارة عن رقى وطلاسم وتعاويذ يعظم فيها غير الله وغالباً ما تكون كفرية ، يستفاد منها في حصول ملكة نفسية ، يقوم بها شخص بذاته يكتسبها بالتعلم وتتوفر فيه صفات خاصة معينة ، ويتم كل ذلك تحت ظروف غير مألوفة وبطرق خفية دقيقة ، وتصدر هذه الأفعال من نفوس شريرة تتقرب إلى الشيطان لتحصيل ما لا يقدر عليه الإنسان ، وتؤثر تأثيراً مباشراً في عالم العناصر ، فيحدث من خلالها تأثيراً في القلوب كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر ، وفي الأبدان بالألم والسقم والموت ويحصل ذلك على فرد أو مجموعة أفراد رغم إرادتهم لتحقيق هدف معين ) اهـ ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة -31-).
قال ابن قدامة
هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه ، ليعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين ) ( المغني – 10 / 104 ).
قال ابن القيم : هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها. اهـ ( زاد المعاد -4/126).
هذا فما كان من توفيق وصواب فمن الله وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان. والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
_________________